اهمال تنظيف الخزانات والمرض

إهمال تنظيف خزانات المياه يسبب الكوليرا والديدان المعوية

المياه.. شريان الحياة الذي يضمن للإنسان البقاء على هذا الكوكب الأزرق. فلا يستطيع احد الاستغناء عن هذا السائل المكون من ذرتين من الهيدروجين وذرة أكسجين واحدة والذي يعين الإنسان في سائر حياته من زراعة وصناعة.وقبل كل ذلك فهو أساس حياة الإنسان ذاته.

ولا يخفى على احد ما يعانيه العالم بأسره في الوقت الراهن من جراء نقص المياه العذبة والمصادر الطبيعية وهو ما أدى في أحيان كثيرة إلى صراعات بين الدول المتناحرة من اجل ضمان مصدر آمن ومستمر للمياه.

حيث تنفق ملايين الجنيهات من اجل تحلية المياه وهو ما جعل بعض المهتمين بمجال المياه والزراعة إلى الدعوة إلى إنشاء محطة نووية تكون وظيفتها تحلية المياه باعتبار أن تلك المحطة ستقلل التكاليف إلى حد بعيد وستؤدي دورها بإيجابية وفاعلية.

وتبذل الدولة جهودا جبارة في تحلية وتنقية المياه والارتقاء بها إلى المواصفات القياسية للمياه الصالحة للاستعمال الآدمي، إلا إن مسألة المحافظة على نقاء المياه وصلاحيتها للاستخدام لا تقع مهامها على عاتق الدولة وحدها بل يجب أن يقوم الأفراد بالمشاركة في الحفاظ على صلاحية وجودة المياه.

وتعتبر خزانات المياه «صهاريج المياه» مصدرا وحيدا لتخزين المياه قبل استخدامها من جانب المجمعات السكنية والمنازل والمدارس ومختلف المؤسسات الحكومية إلا إن هذه الخزانات لا تجد من يعتني بها ويهتم بنظافتها وصيانتها، فكثيرا من الأفراد لا يلقون بالا لخزانات المياه فوق منازلهم بغض النظر عن نوعية الأسباب الكامنة وراء ذلك سواء أكانت تجاهلا أم كسلا أم عدم إدراك أم لا مبالاة وفي كل الأحوال تبقى صحة الأفراد هي المتأثر والمتضرر الأول من إهمال تنظيف وصيانة خزانات المياه.

وبالتحدث للاطباء المتخصصين فى المسالك البولية للوقوف على الأضرار التي يخلفها تلوث المياه والإرشادات الصحية التي يجب أن يلتزم بها الفرد سواء المواطن أم المقيم حتى لا يعرض صحته وصحة أبنائه للأمراض والفيروسات على اختلاف أنواعها و كذلك باستطلاع آراء المواطنين عن مدى الوعي المتوافر لديهم فيما يتعلق بصيانة خزانات المياه

ــــ ما رأي د/بهاء بدر الدين محمود في المياه الموجودة في خزانات المياه فوق أسطح المنازل ؟

ــ في بادئ الأمر، أود أن أؤكد إن المياه الموزعة من قبل الدولة والتي تصل إلى الخزانات المائية «الصهاريج» نقية ونظيفة تماما وتتميز بالمواصفات القياسية للمياه الصالحة للاستعمال، إلا إن طريقة تخزينها بالخزانات المائية من قبل السكان أو مالك العقار قد تشوبها بعض الجوانب السلبية والتي يجب تجنبها حرصا على صحة الأفراد حيث يجب الحرص على تنظيف وتطهير الخزانات بصفة دورية على فترات متقاربة «بشكل أسبوعي مثلاً» وألا تترك الخزانات بالشهور والسنين حتى لا تنشط أنواعا معينة من البكتريا الضارة والطحالب التي تضر بصحة الإنسان وتجنبا لأمراض تلوث المياه مثل الإسهال والديدان المعوية والكوليرا.

ــــ هل تؤثر الطبقة الداخلية للخزان على صلاحية وجودة المياه بداخله؟

ــ نعم تؤثر إلى حد بعيد، ويجب أن تكون خزانات المياه مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الماء ولعل أفضل أنواع الخزانات في الوقت الراهن خزانات الفايبر جلاس (البلاستيك المقوى بالألياف الزجاجية) على عكس خزانات الصاج الذي يتفاعل مع الماء ويتعرض للصدأ وبطبيعة الحال تتكون الرواسب من الصدأ في الماء وهذا غير صحي بالمرة.ولا يضر خزان الصاج بالمياه وحدها بل إن ترك الخزان أيا كان نوعه دون غطاء ومعرض للهواء الطلق يؤدي حتما إلى دخول الميكروبات من الهواء إلى الماء وهو ما قد يضر بالسكان ويسبب لهم الأمراض والأوبئة مثل الإسهال وغيره.

ــــ هل مرت عليك حالات كان سبب مرضها تلوث المياه؟ وبماذا تنصح مستخدمي المياه؟

ــ إننا لا ننظر إلى المسألة بهذه الصورة ولكننا نلاحظ في بعض الأحيان إن عائلة أو أسرة بأكملها مصابة بنفس المرض وهذا يدل على وجود رابط سببي بينهم وغالبا ما يكون هذا الرابط هو تلوث مياه الشرب.

وأؤكد مرة ثانية إن المياه التي تضخها الدولة لا غبار عليها وان المستهلك هو الذي يسيء استخدامها إما بتخزينها في خزانات «صهاريج» غير مطابقة للمواصفات وغير صحية مما يؤثر على خواص الماء الطبيعية والكيميائية فلا بد أن تكون الخزانات مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع المياه وان تكون محكمة الإغلاق ولا تسمح بدخول الحشرات بداخلها مثل الفئران أو الصراصير والحشرات وأما أن يكون سوء الاستخدام ناتجا عن عدم الاهتمام بالنظافة الدورية للخزانات.

ولا بد أن يكون موقع الخـزان نظيفاً وغير معرض للانغمـار بالمياه أياً كان مصدرها وبعيداً عن الروائح الكريهـة والدخـان والأتربـة والملوثات وان يتم عزله عزلاً مائياً كاملاً ومحكماً لمنع تسرب الماء من الخزان أو اختلاط ماء الخزان بمصادر أخرى خارجية، وكذلك عزلاً حرارياً للحفاظ على درجة حرارة ماء الخزان، والحرص على إجراء كشف دوري على الخزانات للتأكد من سلامتها وتطهير الخزانات باستخدام مادة الكلور وان يكون لدى فريق التنظيف خبرة ومهارة في تنظيف الخزانات وتعقيمها وان تكون المواد المستخدمة في تطهير الخزان مطابقة للمواصفات الفنية والمواظبة على معالجة التسربات إذا ظهرت أي تسربات وذلك بتفريغ الخزان من الماء وتجفيفه وإجراء المعالجة الضرورية لمنع تسرب المياه.

ــــ هل يمكن استخدام مياه الخزانات للشرب ؟

ــ ولم لا، فطالما هناك عناية وتنظيف وتطهير مستمر للخزان وان المادة المصنع منها الخزان سليمة ومطابقة للاشتراطات الصحية كانت المياه صالحة للشرب.

ــــ إلى أي مدى تساهم فلاتر المياه في ترشيح المياه وتنقيتها؟

ــ يجب أن يتم أولا اخذ الاحتياطات والتدابير اللازمة بخصوص الخزانات ثم نبدأ بعد ذلك في استخدام فلاتر المياه لأن الفلتر مهما بلغت قوته فإنه يتخلص من الرواسب المرئية فحسب وتبقى هناك بعض المواد اللامرئية التي تضر بالإنسان.

ولا يقلل ذلك من أهمية استخدام الفلتر وخاصة النوع السيراميك حيث يعد أجود الأنواع ويفضل استخدامه عن فلتر القطن لأنه في حالة الفلتر من نوع السيراميك تمر المياه من مسام مقطع الفخار وتصفى إلى أن تنساب إلى الخارج.

وخلال استطلاع عن مدى وعي الأفراد بأهمية تنظيف وتطهير خزانات «صهاريج» المياه سواء الواقعة فوق أسطح المنازل والمجمعات السكنية أم أمام العقار السكني ذكر بأنه من الضروري أن يحرص سكان العقار على تنظيف وتطهير الخزانات المائية بصورة دورية حفاظا على صحتهم وعلى صحة أبنائهم ولمنع تجمع الميكروبات والطحالب التي تسكن داخل خزانات المياه واستغرب البعض من إهمال البعض بقولهم: الغريب في تلك المسألة انك تجد بعض الأفراد لم يقوموا بتنظيف الخزانات منذ 5 -10 سنوات فلا ينظفونها ولا يجددونها، وللأسف كل من اعرفهم يعانون من إهمال شديد في هذه النقطة.

وأضافوا يجب أن تقوم البلدية بدور فعال في توعية الأفراد عن طريق وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة لتوجيههم نحو تنظيف الخزانات تجنبا للأمراض وحفاظا على صحة الفرد.

ــــ هل تتوافر لدى سكان المنازل والمجمعات وملاك العقارات الحرص الكافي لتنظيف خزانات المياه «الصهاريج» أمام المنازل أو فوقها؟

هذا يتوقف على نوع السكان وطبيعتهم الشخصية فهناك من يهتم بعملية التنظيف بينما لا يلقى آخرون بالاً لهذه المسألة بحجة عدم وجود وقت كاف وبسبب مشاغل الحياة.

إنني أرى - من وجهة نظري - متابعة خزانات المياه في الوقت الحاضر أسهل من ذي قبل حيث يقع معظمها فوق الأسطح المنزلية. وبالنسبة للمجمعات السكنية فإن مالك المجمع لن يذهب لتنظيف الخزانات بنفسه بل قد يرسل احد العاملين تحت يده للتنظيف أو أن يقوم سكان البناية بتولي المهام بأنفسهم بتكليف احد الأفراد للقيام بأعمال التنظيف.

أما إذا حفل المجمع بسكان مهملين لا يدرون شيئا عن خزانات المياه التي يعتمدون عليها تنعكس سلبيتهم هذه على أمور أخرى فإذا حدث للخزان ثقب وتسرب مثلاً تجد السكان ينظرون ويعاودون الحياة بلا مبالاة. وإنني انصح هؤلاء بضرورة التنظيف فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «النظافة من الإيمان» فالتنظيف أمان لصحة الفرد وأبنائه ووقاية لمن حوله وكما يقولون «الوقاية خير من العلاج».

لكننا نحرص على نظافة الخزانات الخاصة بنا كوننا نعتمد عليها بصورة أساسية في الشرب والتنظيف والوضوء وغسل الخضراوات والفاكهة. واعتقد انه يجب الاهتمام بخزانات المياه «الصهاريج» لأنها تؤثر على الأفراد بصورة كبيرة من حيث الطعام والشراب وكافة احتياجات الأفراد من المياه وقد تسبب لهم الأمراض في حال تلوثها.

و ضرورة أن يهتم كل فرد بحالته وان يقوم بإعداد جدول دوري يتضمن تنظيف خزانات المياه بصفة دورية

حيث إن تنظيف «صهاريج» المياه صعب للغاية بسبب انشغال الناس في العمل وهموم الحياة ولذلك يلجأون إلى الاستعانة بالفلاتر التي تنتجها الشركات المختلفة. وعن حالتي الخاصة فإننا نستعين بشركة كل ستة أشهر لصيانة خزان المياه.

و الدور الذي تقوم به الدولة والجهود المبذولة لتوفير مصدر صالح للمياه مضيفا قوله: لا شك إن الدولة تتكلف مبالغ طائلة في تحلية المياه إلا إنني ألاحظ مسألتين، أولا زيادة كمية الكلور المستعملة في المياه على الحد اللازم وهو ما يؤدي إلى آثار جانبية والثاني اختلاف المياه من المناطق فالمياه التي تضخ من منطقة دخان أفضل من المياه التي تضخ من رأس أبو فنطاس.

و ما من أحد يهتم بنظافة خزانات المياه وربما يرجع السبب في ذلك إلى إن حوالي 70% من الأفراد عبارة عن سكان يقيمون في مجمعات سكنية ولا يهتمون بنظافة البناية أو المجمع السكني باعتبار إن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق صاحب البيت فهو المفترض - من وجهة نظرهم - أن يقوم بأعمال الصيانة والتنظيف للبناية سواء خزانات المياه أم وصلات المياه والصرف الصحي أم ترميمات البناية.

ــــ لكنهم يتأثرون بصلاحية خزانات المياه أليس كذلك؟

أنهم يتأثرون بصلاحية خزانات المياه لأنها مصدر المياه الوحيد بالنسبة لهم. واعتقد إن السكان لا يشغلون بالهم بنقطة تنظيف خزانات المياه وصيانتها على أساس إن المياه تأتي من الخزانات الرئيسية التي تتولاها البلدية بالرعاية. بالإضافة إلى أنهم لا يؤمنون إلا بالإشاعات أكثر من البحث عن الحقيقة فإذا أشاع شخص ما خبرا عن تلوث الخزانات وانه وجد بها مواد تضر بالصحة وتسبب مرضا خطير وجدت الجميع يعزف عن استخدام خزانات المياه ويبدأ بالبحث عن وسيلة أخرى.

حيث إن عزوف الأفراد عن العناية بخزانات المياه المنزلية يرجع إلى عدم الإدراك لا الإهمال حيث لا توجد توعية من قبل البلدية والشركات المختصة بالمياه في هذا الصدد.

ولا يجب ألاّ يوصف الأفراد الذين لا يقومون بتنظيف خزانات المياه بالمهملين لأنه لم تتم توعيتهم حيث لا توجد برامج إرشادية تقوم بوظيفة توجيه الأفراد بضرورة الاهتمام بجودة ونقاء وصلاحية المياه المستعملة وإنما تركز البرامج الإرشادية على توعية الأفراد ( مواطنين ومقيمين) بأضرار التدخين وضرورة البعد عن التدخين والمحافظة على الهدوء عند قيادة السيارة وعدم تجاوز السرعات المحددة من قبل إدارة المرور والدوريات، لكننا لم نسمع حتى الآن عن التوعية من أضرار ترك خزانات المياه بلا تنظيف وهو ما يثير العجب.

عقيد دكتور
بهاء بدر الدين محمود
رئيس مجلس الادارة

» استخدام الطلمبات الغاطسة لرفع مخلفات تنظيف وغسيل الخزانات
» صور مراحل تنظيف الخزانات المختلفة
» صور مراحل تنظيف الخزانات المختلفة2
» how to clean marine tanks/طرق تنظيف الخزانات البحرية للمراكب
» Cleaning In The Food Industry/ تنظيف الخزانات فى الصناعات الغذائية